وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا غير بيدرسون، يعلن حصول الأمم المتحدة على ضمانات بأن جزءاً من المساعدات الطارئة "سيمرّ الخميس" عبر المعبر الحدودي الوحيد المفتوح بين تركيا وشمال غرب سوريا.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا غير بيدرسون، اليوم الخميس، إنّ السوريين المتضررين من الزلزال المدمّر في بلادهم وتركيا، يوم الاثنين، يحتاجون إلى "المزيد من كل شيء بلا استثناء" فيما يتعلق بالمساعدات.
وأضاف في إفادة صحافية في جنيف أنّ الأمم المتحدة تلقّت تأكيداً بأنّ أولى المساعدات ستعبر من تركيا إلى سوريا اليوم الخميس، داعياً إلى تأكيدات بأنّه لن تكون هناك أي عراقيل سياسية أمام إيصال المساعدات إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
وحصلت الأمم المتحدة على ضمانات بأن جزءاً من المساعدات الطارئة "سيمرّ الخميس" عبر المعبر الحدودي الوحيد المفتوح بين تركيا وشمال غرب سوريا، وفق ما جاء على لسان المبعوث الأممي الخاص.
وقال بيدرسن لصحافيين في جنيف إنّ هناك "ضمانات بأنّه يمكن تمرير المساعدات الإنسانية الأولى" عبر معبر باب الهوى، داعياً إلى "عدم تسييس" المساعدات إلى السكان السوريين المتضررين بشدّة من جراء زلازل الاثنين.
الجدير بالذكر أنّ مسؤول إدارة الأزمات في المفوضية الأوروبية، يانيز لينارتشيتش، أعلن أمس الأربعاء تفعيل سوريا آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي بعد يومين من الزلزال المدمر الذي هزّ سوريا وتركيا.
وأضاف لينارتشيتش أنّ المفوضية "تلقت طلباً للمساعدة من حكومة سوريا عبر آلية الحماية المدنية"، مؤكداً أنّ "الدول الأعضاء في الاتحاد تعمل لتقديم الدعم العاجل والحيوي لإغاثة المنكوبين".
هذا ويواصل عمال الإنقاذ في تركيا وسوريا اليوم الخميس جهودهم بحثاً عن ناجين تحت الأنقاض في أجواء البرد الشديد، مع تضاؤل فرص إنقاذهم بعد مرور 3 أيام على الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 16 ألف شخص.
وتخطّى عدد ضحايا الزلزال في سوريا وحدها 3300 اليوم الخميس، وهي أرقام أعلنتها وزارة الصحة السورية وفرق الإنقاذ في الشمال السوري.
** وفيات الزلزال في سوريا نحو 3 آلاف...
أفاد مسؤولون ومسعفون سوريون، بارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد إلى 2992 شخص، في الوقت الذي تتواصل فيه جهود فرق الإنقاذ في عملية البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وذكر المركز الوطني السوري للزلازل، بأنه تم تسجيل هزة أرضية جديدة بقوة 4.3 درجات وعمق 30 كلم على الحدود السورية اللبنانية، فيما أفادت وكالة "سانا" السورية للأنباء أنّ الهزة الأرضية شعر بها سكان دمشق وحلب واللاذقية وحمص.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة السورية إنّ منظومة الإسعاف والطوارئ استجابت على الفور بـ 7 سيارات إسعاف إثر انهيار مبنى سكني في حرستا شرق دمشق. وفي ما يخص وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وصلت طائرة فنزويلية إلى مطار دمشق الدولي محمّلة بمساعدات إغاثية لمتضرري الزلزال.
كذلك، وصلت طائرة إماراتية خامسة إلى مطار دمشق الدولي محمّلة بـ10 أطنان من المساعدات للمتضررين من الزلزال. وكان مراسل الميادين في حلب قد أفاد في وقتٍ سابق بوصول 5 طائرات من الجزائر وإيران والعراق إلى مطار حلب الدولي في الساعات الأخيرة.
** العقوبات تضر بالعمل الإنساني
وفي نفس السياق، أكد المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح أنّ "العقوبات المفروضة على سوريا تضر بالعمل الإنساني فيها"، مبيّناً أنّ "الوضع الآن صعب جداً والاحتياجات كبيرة جرّاء الزلزال، ويجب عدم تسييس الشأن الإنساني".
وفي لقاءٍ خاص مع وكالة "سانا" أكد بن المليح أنّ هدف منظمات الأمم المتحدة إيصال رسالة حول معاناة السوريين جراء العقوبات المفروضة على بلدهم، إذ منعت وصول مساعدات مادية بملايين الدولارات للمتضررين من الزلزال.
وأوضح أنّ سوريا اليوم تعاني من أزمة مزدوجة جرّاء الحرب منذ عام 2011، والزلزال الذي زاد الوضع صعوبة، لافتاً إلى أنه قبل الزلزال كان هناك "15 مليون سوري بحاجة المساعدة، و4 ملايين منهم بحاجة إلى مساعدة يومية تقريباً"، يضاف إليها تداعيات الزلزال الكارثي حيث زاد عدد المحتاجين للمساعدة.
وأشار إلى وجود نازحين للمرة الثانية من بيوتهم، لافتاً إلى أن يوجد حتى الآن أكثر من 30 ألف امرأة وطفل في ملاجئ ومدارس وجوامع وكنائس حلب وحدها.
وقال إن الترجيحات تفيد بأن نفس الأرقام تقريباً موجودة في باقي المحافظات أو أكثر، إضافةً إلى أنّ الأحوال الجوية السائدة وهشاشة البنى التحتية ووسائل المواصلات، وشح الوقود كله يعيق عمل منظمات الأمم المتحدة في إيصال المساعدات إلى الأماكن المتضررة.
وبيّن بن المليح أنّ الحكومة السورية قدّمت كل التسهيلات لإيصال المساعدات إلى كل الأماكن المتضررة.
وتستمر حصيلة الضحايا في الارتفاع بالتوازي مع عمليات البحث التي تقودها الفرق المنتشرة في المحافظات السورية المتضررة، حيث تؤكد منشورات الكثير من المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي وجود عدد كبير من الضحايا العالقين تحت الأنقاض إلى وقتنا الحالي.
وفي ساعة مبكرة من صباح الاثنين، ضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجات جنوب تركيا وشمال سوريا، أدّى إلى وقوع مئات الضحايا وإصابة الآلاف.
وأعلنت الحكومة السورية، تخصيص 50 مليار ليرة كمبلغ أولي لتمويل العمليات الإسعافية المتخذة لمعالجة آثار الزلزال المدمّر. وقرّر المجلس، بحسب البيان، حصر توزيع المساعدات المقدّمة للمناطق المنكوبة من جراء الزلزال بجهة واحدة وتوزيعها وفق احتياجات كلٍّ منها.
وشدّد على "المتابعة المستمرة في رصد وإحصاء أعداد الضحايا والمتضررين، والإسراع في عمليات الكشف الفني على البنى التحتية والأبنية والمدارس، إضافة إلى تكليف كل وزارة بحصر الأضرار ضمن قطاعها".
/انتهى/
تعليقك